السبت، 23 مايو 2009

الخارطة ليست الواقع "قوانين كونية"

تحدثنا في المقالين السابقين عن الخارطة الذهنية وعن حدودها وقلنا أن لكل إنسان خارطة ذهنية يشكلها عن العالم لكنها لا تكون هي الحقيقه الكاملة بسبب الحدود والسدود التي تحد من إدراك العقل للعالم وقد فصّلنا فيها في المقالين السابقين



واليوم سوف نتحدث عن موضوع مهم جدا يجب الإنتباه له في الخارطة الذهنية ,,الا وهو "القوانين الكونية" المتعلقة بموضوعنا "الخارطة ليست الواقع".

وفي البداية نريد تعريف "القوانين الكونية"



فما هي القوانين الكونية ؟

القوانين الكونية هي قوانين وسنن كونية وضعها الله سبحانه وتعالى في الكون بحساب منظم ومحسوب لكل البشر مؤمنهم وكافرهم !

وهي ثابته لا تتغير ولا تتبدل

يقول الله تعالى[سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا] {الفتح:23}



وأحد أهم القوانين الكونية المتعلقة بموضوعنا هو

"كما في الداخل كذلك في الخارج" "as within so without"



فخارطتك الذهنية التي في داخلك تشكل خارجك الذي تعيش فيه !

ودعونا نبسط الآمر قليلا

عندما تتشكل لك خارطة ذهنية عن أن كثير من الناس أوفياء وصادقين فسوف تجد هؤلاء الصادقين أينما ذهبت ولو كان العكس فسوف تجمع حولك من الناس بما أعتقدت عنهم في خارطتك الذهنية.

ويروى قصه تنسب لأرسطو عن هذا المعنى

يقال أنه أتى لأرسطو رجل من مدينه أخرى غير مدينة أرسطو وسئله عن أهل المدينة الجديدة التي يريد أن يسكنها "مدينة أرسطو" فقال له أرسطو كيف هم أهل مدينتك التي هاجرت منها ؟ فجعل الرجل يذم أهلها ويقول لم أنتقل إلا بسبب أهلها ! فقال له أرسطو أن أهل هذه المدينة الجديدة هم نفس أهل مدينتك !

ثم أتاه رجل آخر فسئل أرسطو عن أهل المدينه فرد له أرسطو نفس السؤال الذي سئل به الرجل الأول فقال الرجل هم رائعين وجعل يمدحهم ويثني عليهم فقال له أرسطو أن أهل هذه المدينه هم نفس أهل مدينتك !!

تقول دايانا كوبر "أن العالم يعيد تشكيل نفسه ..ليعكس حقيقتك لك!!"

فلو كنت إنسان سوداوي ترى الدنيا سيئه والناس سيئين فسوف يتشكل عالمك ليجلب لك هؤلاء السيئين مع مصائب وكوارث الدنيا السيئه التي تعتقد عنها ذلك الإعتقاد! ثم تبدلت قناعاتك أو "خارطتك الذهنية" للأفضل فسوف يعيد الكون تشكيل نفسه لعكس لك حقيقتك من خلال نجاحك وإلتفاف الناس الصالحين والإيجابيين حولك .



وقانوننا الثاني هو "قانون الإنعكاس" "The law of reflection"



ما تراه في الخارج فهو نتاج لما في الداخل

عندما ترى ما يغيضك في أحد فابحث عنه في داخلك! وبالذات إن تكرر لك هذا في كثير من الأشخاص .

إن كنت تكره خصلة سيئة تكررت في كثير من الناس فأصلحها في داخلك وبعدها لن تجدها في الخارج .



والقانون الثالث هو "قانون الجذب" "The law of attraction"



وهو من أبو القوانين كما يقول العلماء

وإرتباطه بموضوعنا هنا هو أن ما تفكر فيه طيلة الوقت تجذبة إلى حياتك ,,فقناعاتك وأفكارك التي تشكل خارطتك الذهنية تنجذب إليك .





كل القوانين الكونية تصب في مصب واحد وهو إصلاح ما في النفس من أفكار وقناعات وشعور واحاسيس ,,ليصلح حالك أنت وتكون فرد سعيد مثمر ومنتج لتصنع أمه سعيدة ومنتجة



ولن يكون هذا حتى نصلح ما في أنفسنا

قال تعالى [إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ] {الرعد:11}

وقال جل وعلا [ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] {الأنفال:53}



هذا الجزء الثالث والأخير من سلسلة "الخارطة ليست الواقع" أتمنى أنكم إستفدتم وإستمتعتم من هذه السلسلة وإلى لقاء قريب في مواضيع أخرى إن شاء الله تعالى.



بقلم / محمد بن عبدالله الغامدي

1 التعليقات :

Unknown يقول...

موضوع عظيم أخي محمد . لكم أقدمت على فعل شيئ و أنا أحسبه لا خطب فيه ( وفق خارطة ذهنية شخصية ) و لكن في كثير من الأحيان أطرح على نفسي سؤالا أصبحت أطرحه بكثرة ماذا لو كنت في الجهة المقابلة؟ ماذا سيكون رد فعلي ؟ فأكتشف أشياء أعرفها مسبقا لكنها ليست على الخارطة الأولى فأعيد تصحيحها و أظفر منها بوجهة نظر جديدة ، فأنا أعتقد أن للإنسان خارطتان فمن يوفق بينهما يكون معتدلا متفاعلا مع محيطه بإيجابية ، أما من قطع ذات البين بينهما تولدت لديه خصال مذمومة أهمها الأنانية ، و أعتقد إن إحداهما متعلقة بنظرته للعالم و أخرى متعلقة بنظرته لنفسه داخل هذا العالم ، و أترك لك الجواب هل هما خارطتان حقا أم أنهما شقين لخارطة واحدة؟ فأنا لست متخصصا في المجال و أحتاج إلى بعض البيان. ...
--------
للإشارة هذا مسنجري لحل المشاكل التي طرحتها في مدونتي حول القالب tsunamix5x(@)hotmail.com
بحذف القوسين طبعا.
تحيات أخيك محمد.

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة