السبت، 25 أبريل 2009

الخارطة ليست الواقع "الحدود والسدود"

كما تحدثنا في موضوعنا السابق عن الخارطة الذهنية وان كل إنسان له خارطة في عقله عن العالم تشكلت بفعل المتلقيات مثل السمع والبصر واللمس وغيرها ,,وقلنا أن الخارطة الذهنية محدودة بحدود وسدود تحد العقل من إدراك العالم على حقيقته .

وحديثنا اليوم عن الحدود والسدود

هناك ثلاث عوامل تحد من إدراكنا للعالم :
وهي
1-الحواس
2- اللغة
3- المعتقدات والقيم


ولنتحدث عنها ببعض التفصيل السريع:
أولا الحواس
الحواس هي منافذ ومتلقيات العقل ومنها يكوّن خارطتة الذهنية ,,وهذه الحواس رغم أنها من العوامل الحادة للعقل إلا أنها أيضا محدودة .
فالحواس لها ثلاث أنواع تحد منها وهي:
1-عتبة الإحساس
ويندرج تحتها:
-عتبة الإبصار:أي أن البصر له نقطة يقف عندها
-عتبة السمع:أي أن السمع له نقطة يقف عندها
وغيرها من العتبات
2-عتبة الفروق
أي أن الإنسان بإمكانه التمييز بين الفروق الكبيرة ولكنه يتوقف عند الفروق الصغيرة ويلجأ إلى أدوات القياس
3- عتبة الطيف
أي أن الإنسان لا يبصر ولا يسمع إلا في حدود فلا تزيد ولا تنقص عن حد أو طيف معين وإن زادت أو نقصت فلا يسمع ذلك الشيء ولا يبصره.

ثانيا اللغة
وأقصد باللغة الكلام المسموع أو المكتوب
كل إنسان له تصور خاص لكل مصطلح أو كلمة
فكلمة "الشجاعة"تعني عند البعض الإقدام في المعارك وتعني عند البعض الأخر عدم الغضب وتعني عن الأخر القرار السليم في الوقت الصعب
وكذلك "النجاح" يعني للبعض المال وعند الأخر المركز وعند آخر التفوق الدراسي.

هناك ثلاثة عيوب تتعلق بطريقة استخدامنا للغة مما يؤثر على إدراكنا وفهمنا للعالم وهي:
1-"التعميم"
مثل من يقول "كل التجار حراميه" !!
ألا يوجد تاجر واحد على الأقل صادق ومستقيم ؟

2-"الحذف"
مثل من يقول "سيارته تعطلت"
أي نوع من السيارات تعطل، وما هو العطل الذي أصابها؟
ربما أنتهى بنزين سيارته (أي ليس بها خلل)

3-"التشويه"
والتشويه هو رسم يعبر عن مجسم لا يستطيع دماغ الإنسان أن يتصوره(كما يقول الدكتور محمد التكريتي)
مثل من يقول "هذا الكتاب جيد"
كيف كان الكتاب جيداً، وبأي مقياس ؟

ثالثا المعتقدات والقيم

ربما يعتقد الإنسان إعتقادات تحد من إدراكة للعالم وبسببها يقبل أمور وهي شر له ويرفض أمور وهي خير له !
وكذلك القيم تحد من إدراكنا للعالم ,,فهناك سلسلة للقيم "سلّم أو هرم القيم" تختلف من شخص لأخر .
فربما كانت قيمة الصدق أعلى من قيمة الصداقة لشخص فيخسر صديق من أجل الصدق والعكس كذلك .

في هذا المقال حاولت التبسيط والإختصار قدر الإمكان في موضوع الحدود والسدود للعقل وهناك قوانين كونية تتعلق في الموضوع الأم "الخارطة ليست الواقع" سوف أجعلها كجزء ثالث وأخير من سلسلة الخارطة الذهنية أو الخارطة ليست الواقع .

محمد عبدالله الغامدي

0 التعليقات :

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة