الأربعاء، 22 أبريل 2009

الخارطة ليست الواقع


عندما أتكلم عن الخارطة هنا فإني لا أقصد الخارطة الجغرافية المعروفه ,,إنما أقصد هنا الخارطة الذهنية في العقل .

فلكل عقل خارطة ذات حدود وسدود تتشكل عن العالم من خلال المتلقيات والحواس الخاصة بالإنسان ومنها البصر والسمع والشم والإحساس ومن خلالها يصل إلى العقل كم هائل من الصور والأصوات والكلمات والمشاهدات والضروف البيئية ,,فيتم فرزها وتنقيتها حسب الخارطة المرسومة في ذلك العقل.

والخارطة العقلية أو "الذهنية" هي عالم الإنسان الذي يدركه ويعيش فيه ,,وليس له عالم إلا هي ,وقد تكون كبيرة أو صغيرة ,,وقد تكون مضيئة أو مظلمة .

ألم تسمع قول المتنبي:
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم

والمتنبي هنا يشير إلى أن نظرات البشر مختلفة حسب خرائطهم الذهنية ,,فهناك من يرى الحجر الصغير جبلا شاهقا يعترض طريقة "وتعظم في عين الصغير صغارها" وهناك من يرى الجبل الشاهق حجر صغير في طريقة لعظم عزمه وثقته بنفسه " وتصغر في عين العظيم العظائم ".

إذاٌ العالم في أذهاننا غير العالم الذي نعيش فيه ,,لأن الذي في أذهاننا محدود ومختصر .

فمن يرى الدنيا سيئه تعطي الطغاة وتترك الخيّرين ,,ومن يرى بأن أخلاق الناس في نزول ,,وأن الدنيا تغيرت ,,فهذا إعتقاد سلبي تكونّ ضمن خارطة ذهنية مظلمة ,,أي أنها ليست هي الواقع

وكما يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا

الموضوع له تكملة متشعبة ومتعمقة تتعلق بالحدود والسدود للخارطة الذهنية ولكن سوف أتركها لمقال قادم إن شاء الله.

وهناك معلومات كثيرة وقوانين كونية تتعلق بما نتحدث عنه ,,لكن لا يمكن ذكرها هنا لعمقها وبعد مرماها ,,لذلك سوف أترك لها مقال مخصص .


بكيبورد / محمد بن عبدالله الغامدي
Mr.Positive1@hotmail.com

0 التعليقات :

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة